16:03

نزار قباني أم أبو القاسم الشابي؟

قصائد نزار قباني الرومنسية أم أشعار أبو القاسم الشابي التي تقوي القلوب؟ أيهماالأحسن؟
متى ستعرف كم أهواك: نزار قباني
متى ستعرف كم أهواك يا رجلا
أبيع من أجله الدنيا و ما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنا بحالها
و سأمضي في تحديها
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنا أحبك فوق الغيم أكتبها
و للعصافير و الأشجار أحكيها
أنا أحبك فوق الماء أنقشها
و للعناقيد و الأقداح أسقيها
أنا أحبك حاول أن تساعدني
فإن من بدأ المأساة ينهيها
و إن من فتح الأبواب يغلقها
و إن من أشعل النيران يطفيها
يا من يدخن في صمت و يتركني
في البحر أرفع مرساتي و ألقيها
ألا تراني ببحر الحب غارقة
و الموج يمضغ آمالي و يرميها
إنزل عن الأهداب يا رجلا
مازال يقتل أحلامي و يحييها
كفاك تلعب دور العاشقين معي
و تنتقي كلمات لست تعنيها
كم اخترعت مكاتيباسترسلها
و أسعدتني ورود سوف تهديها
و كم ذهبت لوعد لا وجود له
و كم حلمت بأثواب سأشتريها
و كم تمنيت لو للرقص تطلبني
و حيرتني ذراعي أين ألقيها
ارجع إليفإن الأرض واقفة
كأنما الأرض فرت من ثوانيها
ارجع...فبعدك لا عقد اعلقه
و لا لمست عطوري في أوانيها
لمن جمالي؟ لمن شال الحرير؟ لمن؟
ضفائري منذ أعوام أربيها؟
ارجع كما أنت...صحو كنت أم مطر
فما حياتي أنا إن لم تكن فيها

إرادة الحياة: أبو القاسم الشابي
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد للليل أن ينجلي و لا بد للقيد أن ينكسر
و من لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها و اندثر
فويل لمن لم تشقه الحياة من صقعة العدم المنتصر
كذلك قالت لي الكائنات و حدثني روحها المستتر
و دمدمت الريح بين الفجاج و فوق الجبال و تحت الشجر
و إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى و نسيت الحذر
و لم أتجنب وعور الشعاب و لا كبة اللهب المستعر
و من لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
فعجت بقلبي دماء الشباب و ضجت بصدري رياح أخر
و أطرقت أصغي لقصف الرعود و عزف الرياح و وقع المطر
و قالت لي الأرض لما سألت:أيا أم هل تكرهين البشر؟
أبارك في الناس أهل الطموح و من يستلذ ركوب الخطر و ألعن من لا يماشي الزمان و يقنع بالعيش عيش الحجر
هو الكون حي يحب الحياة و يحتقر الميت مهما كبر
فلا الأفق يحضن ميت الطيورو لا النحل يلثم ميت الزهر
و لولا أمومة قلبي الرؤوم لما ضمت الميت تلك الحفر
فويل لمن لم تشقه الحياة من لعنة العدم المنتصر
و في ليلة من ليالي الخريف مثقلة بالأسى و الضجر
سكرت بها من ضياء النجوم و غنيت للحزن حتى سكر
سألت الدجى: هل تعيد الحياة لما أذبلته ربيع العمر؟
فلم تتكلم شفاه الضلام و لم تترنم عذارى السحر
و قال لي الغاب في رقة محببة مثل خفق الوتر:يجيئ الشتاء شتاء الضباب شتاء الثلوج شتاء المطر
فينطفئ السحر سحر الغصون و سحر الزهور و سحر الثمر
و سحر السماء الشجي الوديع و سحر المروج الشهي العطر
و تهوي الغصون و أوراقها و أزهار عهد حبيب نضر
و تلهو بها الريح في كل واد و يدفنها السيل أنى عبر
و يفنى الجميع كحلم بديع تألق في مهجة و اندثر
و تبقى البذور التي حملت ذخيرة عمر جميل غبر
و ذكرى فصول و رؤيا حياة و أشباح دنبا تلاشت زمر
معانقة و هي تحت الضباب و تحت الثلوج و تحت المدر
لطيف الحياة الذي لا يمل و قلب الربيع الشذي الخضر
و حالمة بأغاني الطيور و عطر الزهور و طعم الثمر
و يمشي الزمان فتنمو صروف وتذوي صروف و تحيا أخر
و تصبح أحلامها يقضة موشحة بغموض السحر
تسائل: أين ضباب الصباح و سحر المساء و ضوء القمر؟
و أسراب ذاك الفراش الأنيق؟ و نحل يغني و غيم يمر؟
و أين الأشعة و الكائنات؟ و أين الحياة التي أنتظر؟
ظمئت إلى النور فوق الغصون ظمئت إلى الضل تحت الشجر
ضمئت إلى النبع بين المروج يغني و يرقص فوق الزهر
ضمئت إلى تغمات الطيور و همس النسيم و لحن المطر
ظمئت إلى الكون أين الوجود و أنى أرى العالم المنتظر؟
هو الكون خلف سبات الجمود و في أفق اليقضات الكبر
و ماهو إلا كخفق الجناح حتا نما شوقها و انتصر
فصدعت الأرض من فوقها و أبصرت الكون عذب الصور
و جاء الربيع بأنغامه و أحلامه و صباه العطر
و قبلها قبلا في الشفاه تعيد الشباب اللذي قد غبر
و قال لها: قد منحت الحياة و خلدت في نسلك المدخر
و باركك النور فاستقبلي شباب الحياة و خصب العمر
و منتعبد النور أحلامه يباركه النورأنى ظهر
إليك الفضاء إليك الضياء إليك الثرى الحالم المزدهر
إليك الجمال اللذي لا يبيد إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئت فوق الحقول بحلو الثمار و غض الزهر
و ناجى النسيم و ناجى الغيوم و ناجى النجوم و ناجى القمر
و ناجى الحياة و أشواقها و فتنة هذا الوجود الأغر
و شف الدجى عن جمال عميق يشب الخيال و يذكي الفكر
و مد على الكون سحر غريب يصرفه ساحر مقتدر
و ضاءت شموع النجوم الوضاء وضاع البخور بخور الزهر
و رفرف روح غريب الجمال بأجنحة من ضياء القمر
و رن نشيد الحياة المقدس في هيكل حالم قد سحر
و أعلن فالكون أن الطموح لهيب الحياة و روح الظفر
إذا ما طمحت للحياة النفوس فلابد أن يستجيب القدر

0 commentaires: